أسيرات من القدس المحتلة..ظروف قاسية وحرمان من الحرية

أسيرات من القدس المحتلة..ظروف قاسية وحرمان من الحرية
وكالات - في الرابع والعشرين من شهر مايو/أيار 2002 اعتقلت الشابة المقدسية سناء شحادة من منزلها الكائن في مخيم قلنديا القريب من مدينة القدس، وعلى مدار 40 يوما من التحقيق المتواصل تعرَّضت سناء لأشد أنواع التحقيق في مركز تحقيق المسكوبية في القدس.
وبعد انتهاء فترة التحقيق، واجهتْ الأسيرة لائحة اتهام طويلة كانت حصيلتها حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة، على خلفية اتهامها بنقل استشهادي من مدينة نابلس إلى القدس برفقة الأسيرة قاهرة السعدي.
وتقبع الأسيرة سناء شحادة والتي تبلغ من العمر الآن 33 عاما في سجن هشارون المركزي، بعد نقلها من سجن الرملة والذي مكثت فيه بعد الحكم عليها ثلاث سنوات متتالية.
تقول والدة سناء إنها ورفيقاتها يعشن ظروفا اعتقالية سيئة للغاية وأن ابنتها تعاني كما بقية الأسيرات من آثار هذه الظروف على نفسيتهن وصحتهن ومعيشتهن اليومية.
وتتابع الوالدة التي لم تزُر ابنتها منذ إعلان الإضراب منذ بداية شهر نيسان/ أبريل الحالي: "عندما نقلت سناء من سجن الرملة إلى السجن الجديد استبشرنا خيرا لعل ظروف السجن الجديد تكون أفضل حالا، ولكن ما فوجئنا فيه أنه كان أسوأ من قبله".
السجن مدى الحياة
والمقدسية شحادة أسيرة من بين 36 أسيرة لا زلن يقبعن في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بحسب آخر الإحصاءات التي أصدرتها مؤسسة مانديلا لرعاية الأسرى، وواحدة من أربع أسيرات مقدسيات، وإحدى الأسيرات الخمس اللاتي يواجهن حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة.
ومع سناء تشترك المقدسية آمنة جواد منى بهذا الحكم، والتي تعتبر عميدة الأسيرات وتواجه سجناً مؤبداً لمرة واحدة، وقد أكملت في 20 من شهر كانون ثاني/ يناير من هذا العام عشر سنوات من الاعتقال.
وكانت منى قد اتهمت بمسؤوليتها عن استدراج فتى "إسرائيلي" وقتلة في مدينة رام الله، وبعد تقديمها للمحاكمة واجهت منى حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة، مع توصية بأن لا تشملها أي صفقة إفراج عن أسرى يمكن أن تعقد مع الفلسطينيين في المستقبل.
وإلى جانب منى وسناء، تقبع في سجون الاحتلال كل من المقدسية ندى الدرباس من العيسوية، والأسيرة ابتسام العيساوي من العيسوية أيضا، وهي متزوجة وأم لستة أطفال.
وتواجه الأسيرة الدرباس حكما بالسجن لمدة أربع سنوات، فيما ينتهي حكم الأسيرة ابتسام العيساوي المعتقلة منذ 2002 في العام 2016.
ظروف سيئة
وتعاني الأسيرات والمقدسيات خصوصا، من سياسية التضييق عليهنّ في السجون، كما تقول مسئولة مشروع رعاية الأسيرات التي تقوم عليه مؤسسة الضمير في رام الله احترام الغزاونة.
وهذه المعاناة تبدأ بحسب الغزاونة منذ الساعة الأولى للاعتقال حيث تعامل الأسيرات في لحظة اعتقالهن بوحشية وعدوانية دون أي اعتبار لجنسها وقدرتها على تحمل التعامل بالخشونة التي ينتهجها الجنود.
وتتابع "الأسيرات يعاملن بنفس الطريقة التي يتعامل بها الجنود مع الأسرى الرجال وهذا مخالف للقانون، فطبيعة المرأة كما هو معروف مختلفة وقدرتها على تحمل التعذيب والممارسات أقل من الرجال، إلا أن قوات الاحتلال لا تراعي هذه الخصوصية، بل على العكس تتخذها ميزة للضغط الإضافي على الأسيرة".
وتعاني الأسيرات الفلسطينيات إلى جانب ذلك من الظروف المعيشة داخل المعتقل بعد الحكم، حيث تحتجز في سجون لا تصلح للعيش الآدمي، وتضيف الغزاونة "من المعروف أن سجن الدامون كان مخصصا في زمن الانتداب البريطاني كـ"إسطبل" للخيول ومخزنا للتبغ حيث الرطوبة العالية والمباني القديمة".
وتتابع " إن سجن هشارون لا يختلف كثيرا عن الدامون، حيث تنتشر الحشرات فيه بشكل كبير وخاصة في فصل الصيف والرطوبة العالية ولا تدخله الشمس، إلى جانب برودة قارصة في الشتاء".
وكما الأسرى جميعا، تعاني الأسيرات المقدسيات من سياسية الإهمال الطبي حيث لا يقدم لهن الدواء اللازم الأمر الذي يترك آثارا مضاعفة على المرأة الأسيرة.
وقالت الغزاونة: "الاحتلال يتبع سياسية الإهمال الطبي والمماطلة في تقديم العلاج، وتتعامل على أن هذا "الامتياز" أسلوب للعقاب في حالة مخالفة الأسيرة لأي من النواهي وأحكام السجن الظالمة".
الصفقة هي الأمل
وكما كل أسرى القدس، تتطلَّع الأسيرات وذويهن إلى صفقة تبادل الأسرى المرتقب عقدها للإفراج عنهم وخاصة المحكومات بالمؤبدات منهن، وبالتحديد الأسيرة آمنه منى والتي أوصت هيئة الحكم عليها بعدم شملها في أي صفقة إفراج تعقد مستقبلا.
وتقول والدة الأسيرة سناء لـوكالة صفا الاخبارية: "نأمل إتمام الصفقة فهي أملنا الوحيدة بالإفراج عن سناء، وندعو الفصائل الآسرة للجندي التمسك بشروطها للإفراج عن كافة الأسيرات وحتى المقدسيات منهن".
وتشير الوالدة الصابرة أن العائلة هيأت نفسها أكثر من مرة لاستقبال سناء، حتى أنها في إحدى المرات أخرجت كامل ملابسها وحاجياتها من السجن واستقبلت العائلة المهنئين بقرب خروجها.